الأربعاء، 28 مارس 2012

هل جماعة الإخوان هي "جماعة المسلمين"

الشيخ : محمد بن سيف العجمي 


 هل جماعة الإخوان هي "جماعة المسلمين"

يقول الشيخ جاسم المهلهل في كتابه ص: 124: (ومن المطاعن التي يتبجح بها أصحاب الكيد والتفريق بين المسلمين - كذا! - أنهم ينسبون إلى الإخوان قولهم بأنهم جماعة المسلمين ويقولون: بان ذلك مبثوث في كتبهم (مشكلات الدعوة والداعية) و (الدعوة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة بشرية) و (المدخل) و (الجولات).. الخ، وحول هذه القضية لن أطيل، بل سأورد أشد العبارات في هذا الموضوع وهو قول الاستاذ سعيد حوى حفظه الله (إن جماعة الإخوان جماعة كاملة للمسلمين) أهـ.



* * *

وأقف بعد هذا الكلام وأقول للشيخ جاسم:

إنك لم تنصف في نقلك ولم تورد أشد العبارات بل أوردت أبعد العبارات.. وأن سعيد حوى (منظركم) يرى بأن جماعة الإخوان هي جماعة المسلمين التي يجب على المسلم أن يضع يده في يدها وأن جماعة الإخوان هي وحدها صاحبة الحق في الإمامة.. وإليك البيان والبرهان من كلام سعيد حوى:

يقول سعيد حوى في كتابه (المدخل إلى دعوة الإخوان المسلمين ص: 16) ما نصه: (إن هذه المعاني تكاد تكون من لباب دعوة الإخوان المسلمين ولذلك فإننا في هذا المدخل استقرأنا النصوص لنصل إلى مواصفات جماعة المسلمين وبرهنا على أنها موجودة في دعوة الاستاذ البنا).

ويقول في (ص: 19) ما نصه أيضاً: (ومع أنه لم يزل فقهاء الدعوة المعتمدون يعتبرون الإخوان المسلمين جماعة من المسلمين تسعى لأن تتحقق بمواصفات جماعة المسلمين وأنها متى استطاعت أن تطور نفسها نحو ذلك فعندئذ تصبح جماعة المسلمين).

ويكمل سعيد حوى كلامه في (ص: 20) فيقول ما نصه وحرفه: (فلنر ما هي مواصفات الجماعة التي يصح أن نعتبرها جماعة المسلمين؟ ولنر ما إذا كانت هذه المواصفات منطبقة على جماعة الإخوان المسلمين كما أقامها حسن البنا).

ثم ذكر سعيد حوى في نفس الصفحة مواصفات جماعة المسلمين وذكر (سبعة صفات) ثم قال بعدها في (ص: 21) ما نصه: (و الدليل على أن هذه كلها مواصفات لا بد منها للجماعة التي يجب على كل مسلم أن يضع يده في يدها - وهي متوافرة في جماعة الإخوان المسلمين).

ويقول في (ص: 26) ما نصه: (ولأن الإنسان إذا عرف هذه الجماعات وعرف الإخوان وطبق على الجميع الميزان الذي ذكرناه هنا فإنه سيصل إلى أن حركة الإخوان المسلمين هي الجماعة التي ينبغي على المسلم ان يضع يده في يدها).

ويقول أيضاً سعيد حوى في (ص: 47) ما نصه: (بعد أن عرفنا أن جماعة الإخوان المسلمين تتوافر فيها شروط جماعة المسلمين وعرفنا الكثير من إيجابياتها) أهـ.

ونقف قليلاً بعد هذا الكلام فنقول للأخ جاسم:

هذه عبارات قليلة مكتوبة من احد منظري الإخوان المسلمين المعاصرين وهي شاهد واضح أن الإخوان يرون أن جماعتهم هي جماعة الإسلام ومفهوم هذا أن الخارج عنهم خارج عنه، وهذ المفهوم للأسف الشديد أن الإخوان باتوا يطبقونه في واقع الحياة.

وإليك الأدلة والأمثلة والشواهد:

أ) يصر الإخوان المسلمون على جعل البيعة للمرشد العام بمثابة البيعة للإمام العام، ومعلوم أن الخارج على الإمام العام خارج عن جماعة المسلمين.

ب) يشن الإخوان المسلمون المبايعون في كل بلد إسلامي تقريباً حرباً بلا هوادة فيها على جميع الجماعات الإسلامية التي لا تنطوي تحت جماعتهم، ومهما كان أفراد تلك الجماعات الإسلامية أكثر فهماً وعملاً للإسلام، فإنهم دائماً محل الاتهام والحرب وحملات الدعاية والتشويه ويعتبر الإخوان المسلمون عملهم هذا مشروعاً مادام أن جماعتهم هي الجماعة الشرعية وأنه لا يجوز إنشاء جماعة إسلامية أخرى مهما كانت أهدافها وأعمالها وإخلاص رجالها.

والآن هل يستطيع الأخ جاسم المهلهل أن يشرح لنا الأسباب الكامنة وراء هذه الحرب الشعواء التي يشنها الإخوان المسلمون ضد كل الجماعات الإسلامية وخاصة السلفية؟! أليس ذلك من أجل أن الإخوان المسلمين يعتبرون أنفسهم هم أئمة الدين وحدهم دون سواهم مهما كان هذا (السوى) أكثر علماً وديناً وتقوى وجهاداً..

وهذا نص عبارة الاستاذ سعيد حوى على هذا الكلام حيث يقول في (ص: 294 في كتابه (المدخل): (إن الجماعة بعد سيرها الطويل وتحملها الكثير أصبحت تاريخيا هي وحدها صاحبة الحق في الإمامة، ولا نزكي على الله أحداً، قال الله تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}) أهـ.

وفي ختام هذه الوقفة أقول للأخ جاسم:

لقد وضح وظهر واضحاً جلياً من كلام سعيد حوى بأن جماعة الإخوان المسلمين هي جماعة المسلمين فلماذا لم تتق الله في نقلك وتعترف بهذه الحقيقة التي حاولت تبريرها لا سيما وأن هذه الكلام من أحد ثقاكم ومنظريكم؟!