الأربعاء، 28 مارس 2012

مقتطفات من أخطاء فكر حسـن البنا

من كتاب مذكرات الدعوة والداعية :

صوفية حســن البنا :

يقول حسن البنا في ص 19 : "وفى المسجد الصغير رأيت الأخوان الحصافية يذكرون
الله تعالى عقب صلاة العشاء من كل ليلة ، فاجتذبتني حلقة الذكر بأصواتها
المنسقة ونشيدها الجميل" !!!

ويقول حسن البنا في ص23 : "وظللت معلق القلب بالشيخ حتى التحقت بمدرسة
المعلمين الأولية بدمنهور وفيها مدفن الشيخ وضريحه .. .. .. فكنت مواظبا
على زيارته كل يوم تقريبا وصحبت الإخوان الحصافية بدمنهور وواظبت على
الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة وسألت عن مقدم الإخوان فعرفت أنه الرجل
الصالح التقى الشيخ بسيونى العبد التاجر فرجوته أن يأذن لي بأخذ العهد عليه
ففعل .. .. .. وإذا لم تخن الذاكرة فقد كان يوافق يوم الأحد ، حيث تلقيت
الحصافية الشاذلية عنه وآذنني بأورادها ووظائفها"

ويقول في ص 28 : "وكنا في كثير من أيام الجمع التي يتصادف أن نقضيها في
دمنهور نقترح رحلة لزيارة أحد الأولياء القريبين من دمنهور فكنا أحيانا
نزور دسوق فنمشى على أقدامنا بعد صلاة الصبح مباشرة حيث نصل حوالي الساعة
الثامنة صباحا فنقطع المسافة في ثلاث ساعات وهى نحو عشرين كيلو متراً ونزور
ونصلي الجمعة"

ويقول في ص 33 : "كنت أمضى الأسبوع المدرسي في دمنهور ، يضاف إلى ذلك أن
ليلة الجمعة فى منزل الشيخ شلبى بعد الحضرة يتدارس فيها كتب التصوف من
الإحياء وسمع أحوال الأولياء والياقوت والجواهر وغيرها ونذكر الله إلى
الصباح كانت من أقدس مناهج حياتنا"

ويقول في ص 45 : "كنت سعيدا بالحياة في القاهرة هـذا العام .. .. .. كما
كنت أجد متعة كبرى في الحضرة عقب صلاة الجمعة من كل أسبوع في منزل الشيخ
الحصافي "

ويقول في ص 48 : "وأذكر أنه كان من عادتنا أن نخرج في ذكرى مولد الرسول صلى
الله عليه وسلم بالموكب بعد الحضرة ، كل ليلة من أول ربيع الأول إلى
الثاني عشر منه .. .. .. ووزع الشربات والقهوة والقرفة على مجرى العادة
وخرجنا بالموكب ونحن ننشد القصائد المعتادة في سرور كامل وفرح تام"


صوفية المرشد الثالث عمر التلمساني :

يقول عمر التلمساني في كتابه شهيد المحراب ص 196 وما بعدها : "وبمناسبة
قول أم كلثوم عندما ظنت عائشة رضى الله عنها ستكرهها على الزواج من عمر
فستخرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تستغيث به في مثواه الطاهر الكريم
لينقذها ربما مما يراد بها ولا تريده ، فلا داعي إذن للتشدد في النكير على
من يعتقد في كرامة الأولياء واللجوء إليهم في قبورهم الطاهرة والدعاء فيها
عند الشدائد، فعلى مقابر الصالحين تتنزل رحمات الله وبركاته ونفحاته ولا
بد للمسلم أن يتعرض وأن يقترب وأن يدعو في أماكن تغمرها رحمات أرحم
الراحمين"

ويقول التلمساني في ص 201 وما بعدها من نفس المصدر السابق : "فما لنا
وللحملة على أولياء الله وزوارهم والداعين عند قبورهم ومقاماتهم .. .. لقد
أثبت القرآن صراحة : أن بقايا الصالحين وآثارهم يمكن التوسل بها في استجلاب
الخير ودفع الضر مهما تقادم بها العهد .. .. ولئن كان هواي مع أولياء الله
وحبهم والتعلق بهم ، ولئن كان شعوري الغامر بالأنس والبهجة في زياراتهم
ومقاماتهم بما لا يخل بعقيدة التوحيد فإني لا أروج لاتجاه بذاته ، فالأمر
من أوله إلى آخره أمر تذوق"


من مذكراته :

ومن العجب في فرقة تزعم أنها كبرى الحركات الإسلامية وتنسب نفسها للسنة
ومذكرات قائدهم تطبع حتى هذه اللحظة دون تصحيح أو تصويب أو تخطئة كما هو
واضح من تعلق حسن البنا بقبور الصالحين حيث يمشي مترجلاً عشرين كيلو متراً
لزيارة ضريح إبراهيم الدسوقي كما ذكر في مذكراته فكيف يتخذ هؤلاء الإخوان
إماماً كان يجهل أهم قضية دعا لها الأنبياء ومكث فيها نوح عليه السلام ألف
سنة إلا خمسين عاما قال تعالى "وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا
سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسرا ، وقد أضلوا كثيراً ولا تزد الظالمين إلا
ظلالا" سورة نوح-الآية 23 ـ 24 .

ومن الأحاديث التي جاءت في تحريم اتخاذ القبور مساجد ما يلي :

1 - في الحديث الصحيح "لا تشد الرحال إلا لثلاث مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى" أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، رواه البخاري ومسلم وأبو داوود والنسائي وابن ماجه ، وكذلك أحمد من حديث أبي هريرة .
2 - عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا
قبور أنبيائهم مساجد " قالت : فلولا ذاك أبرز قبره غير أنه خشي أن ُيتخذ
مسجدا"
رواه البخاري ومسلم وأحمد .
3 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" رواه البخاري ومسلم .
4 - عن عائشة وابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة
جعل يلقي على وجهه طرف خميصة له ، فإذا اغتم كشفها عن وجهه ، وهو يقول : "لعنة الله على اليهود والنصارى إتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" تقول عائشة رضي الله عنها "يحذر مثل الذي صنعوا" رواه البخاري ومسلم .
5 - عن عبد الله بن مسعود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إن من شرار الناس من تدركه الساعة وهم أحياء ومَن يتخذ القبور مساجد" رواه ابن خزيمة في صحيحه وابن حبان وابن أبي شيبة وأحمد .

ومن المتناقضات في فكر حسن البنا أنه في موضع آخر يذكر إنكار شيخه على أحد
مريديه حينما طلب منه أن يسأل الحسين رضي الله عنه أثناء زيارة مشهده
بالقاهرة وإن كان ذلك الإنكار حسنا فلا يفوتنا أن ننبه على عدم جواز شد
الرحال إلى الحسين أو غيره ، فإن مخالفة نهى الشارع في هذا الأمر تفتح باب
الشرك الذي هو دعاء غير الله تعالى ولذلك لما خالفوا (البنا وشيخه) هذا
النهج نتج عنه أن سأل هذا المريد من شيخه ما سأله بنو إسرائيل من موسى عليه
السلام فهو يسأله أن يدعو الحسين رضى الله عنه .
وقد يقول قائل هذه مرحلة ما بعد شد الرحال لدسوق لزيارة ضريح الدسوقي فتكون
ناسخة وفي الحقيقة أن فكر البنا بل وفكر الإخوان المسلمين لا يعبأ بقضية
التوحيد ولا بمظاهر الشرك الموجودة في أرجاء المعمورة والمتمثلة في شد
الرحال للأضرحة وسؤالها من دون الله ، بل إن حسن البنا نفسه في رسالته
للعقائد تعرض لتوحيد الله في ربوبيته وفي توحيده بأسمائه وصفاته (وكان في
ذلك على غير مذهب السلف بل من المفوضة) أما توحيد الإلوهية أو إفراد الله
بالعبادة الذي من أجله أرسل الله الرسل ومن أجله خلق الجنة والنار فلم
يتعرض له حسن البنا لا من قريب أو من بعيد .
فإذا وجدت دعوة لم تدرك حقيقة دعوة الأنبياء فكيف لنا أن ننعتها بالشمولية أو السلفية ؟! .
ثم لماذا لم يصوب الإخوان المسلمون المتأخرون أو المعاصرون أخطاء شيخهم حتى لا يغتر بها السذج والجهال وما أكثرهم في صفوفهم !! .
وفي حقيقة الأمر أن الإخوان حريصون على رموزهم أكثر من حرصهم على أصول
وقواعد الإسلام كما أن غايتهم في تكثير سوادهم يحول بينهم وبين تصحيح هذا
الخلط العجيب والتناقض البين بل إن من رموزهم غير حسن البنا من هو من كبار
المتصوفة القبورية كما سيأتي ذكره .
ويلاحظ القارئ من كلام البنا نفسه أن مراجع ثقافته كانت كتب التصوف وليست
الكتب السلفية في العقيدة والسنة فهل بعد هذا الدليل يأتي من ينكر صوفية
حسن البنا ولو لم تكن له إلا هذه البدعة لكانت كافية لبيان عوار دعوته وقد
يقول قائل أن حسن البنا يريد من الصوفية الزهد والرقائق وتربية النفس على
طاعة الله ورد هذا بسيط :
وهل شد الرحال لغير المساجد الثلاث للتبرك الغير مشروع ودعاء غير الله
والابتداع فى الدين هل هذا هو الزهد والرقائق وتربية النفس على طاعة الله
؟!
ثم أقول لأصحاب هذا الزعم كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه ؟!
هل كانوا على غير تربية نفسية سليمة وزهد حتى خرج علينا الفكر الصوفي .
وهل المنهج السلفي الذي ينسب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في حاجة إلى منهج في الزهد والتربية ؟!!
والإجابة البدهية الشرعية في قوله تعالى "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" سورة المائدة ، الآية 3 .
كما أن التصوف المعروف والشائع هو الموالد والتبرك بالأضرحة وطلب المدد من
أصحابها فضلا عن بدع الذكر والعبادات فأي خير في بدعة تؤدي إلى الشرك بالله
، هذا إذا سلم القوم من عقائد الحلول ووحدة الوجود .
فهاهو ذا مرشد الفرقة الإخوانية الثالث عمر التلمساني أحد نتاج هذا الفكر
الأعوج لم يتبيّن له طوال عشرته لشيخه البنا ما هي عقيدة التوحيد الصحيحة ؟
وما يناقضها ؟ فيزعم أن أم كلثوم بنت علي رضي الله عنه تستغيث برسول الله
صلى الله عليه وسلم بعد موته والله يقول : "إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين" سورة الأنفال ، الآية 9 .
وكذلك قوله تعالى : "ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم
القيامة وهم عن دعائهم غافلون" سورة الأحقاف ، الآية 5 .
وقوله تعالى : "قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله" سورة الأنعام ، الآية 71 .
وقوله تعالى : "والذين تدعون من دونه ما يملكون من
قطمير ، إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم
القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير"
سورة فاطر ، الآية 13-14 .
وقوله تعالى : "ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا
ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في
السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون"
سورة يونس ، الآية 18 .
وقوله تعالى : "أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون" سورة النمل ، الآية 62 .
قال الحافظ بن عبد الهادي رحمه الله في المبالغة في تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم
إن أريد به المبالغة بحسب ما يراه كل أحد تعظيماً حتى الحج إلى قبره
والسجود له والطواف به واعتقاد أنه يعلم الغيب وأنه يُعطي ويَمنع ويَملك
لمن استغاثَ به من دون الله الضر والنفع ، وأنه يقضى حوائج السائلين
ويُفرّج كُربات الكروبين .. .. فدعوى المبالغة في هذا التعظيم مبالغة في
الشرك وانسلاخ من جملة الدين .ا.هـ .
(انظر فتح المجيد -شرح كتاب التوحيد- ص 146 ط . دار السلام الرياض)
فالاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك أكبر ، والتلمساني
يستدل على جواز ذلك برواية باطلة متنا ، ولم يبين من أي المصادر استقى هذه
القصة .
والتلمساني المرشد الراحل يستحث الهمم للجوء إلى قبور الصالحين والدعاء فيها عند الشدائد ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"
متفق عليه ، وعمر التلمساني يزعم افتراءً على الله أن قبور الصالحين
تَتَنزّل عليها الرحمات والبركات . فقادة دعوة يقولون عنها كُبرى الحركات ،
لا يعرفون حقيقة دعوة التوحيد أو مظاهر الشرك بالله ووسائله ، فكيف ُيتخذ
أمثال هؤلاء أَئمة ؟؟ اللهم إلا أن يكونوا أَئمة ضلالة !
وهاهي ذي صوفية حسن البنا تتضح وتُؤثر في خواص تلاميذه (التلمساني) فيعتبر
التذوق هو الفيصل في التفرقة بين التوحيد والشرك أو وسائل الشرك .!!
ولما كانت نشأة حسن البنا صوفية وقع الرجل في التناقض والخلط لذا كتب أنه
كان يتردد على رموز الصوفية ورموز السلفية وكذلك رموز المدرسة العقلانية
(مدرسة محمد عبده) وقد اعترف هو بنفسه بأن ذلك كان خلطاً عجيباً كما ذكر في
صفحة 62 من مذكراته .
حزبية حسن البنا :

يقول حسن البنا في مذكراته صفحة 193 (منهاج الأخوان المسلمين)

أ - اعتبار عقيدة الإخوان رمزاً لهذا المنهاج .

ب - على كل مسلم أن يعتقد أن هذا المنهج كله من الإسلام وأن كل نقص منه نقص من الفكرة الإسلامية الصحيحة .!!!

ج - كل أخ لا يلتزم هذه المبادئ لنائب الدائرة أن يتخذ معه العقوبة التي تتناسب مع مخالفته وتعيده إلى إلتزام حدود المنهاج .!!!

د - على الأخ المسلم أن يتعرف غايته تماماً وأن يجعلها المقياس الوحيد فيما بينه وبين الهيئات الأخرى .!!!

هـ - على النائب والهيئات الرئيسية لدوائر الإخوان المسلمين أن تعنى بتربية الإخوان تربية نفسية صالحة تتفق مع مبادئهم !! .
يقول في صفحة 223 من نفس المصدر السابق : "الواجبات العشر عند جماعة الأخوان المسلمين"

1- حمل شارتنا . 2- حفظ عقيدتنا . 3- وقراءة وظيفتنا . 4- وحضور جلستنا .
5- وإجابة دعوتنا . 6- وسماع وصيتنا . 7-وكتمان سريرتنا . 8- وصيانة
كرامتنا . 9- ومحبة إخوتنا . 10- ودوام صلتنا .

ويقول في ص 231 من نفس المصدر السابق : " موقفنا من الدعوات الأخرى "
(موجها كلامه للإخوان) وإذ كنتم (يقصد الإخوان) كذلك فدعوتكم أحق أن يأتيها
الناس ولا تأتى هي أحدا وتستغني عن غيرها ، إذ هي جماع كل خير ، وما عداها
لا يسلم من النقص ، إذاً فاقبلوا على شأنكم ، ولا تساوموا على منهاجكم
واعرضوه على الناس في عز وقوة فمن مد لكم يده على أساسه ، فأهلاً ومرحباً
في وضح الصبح وفلق الفجر وضوء النهار أخ لكم يعمل معكم ويؤمن إيمانكم وينفذ
تعاليمكم وغير ذلك فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه" !!! .

قلت : ونجم عن نشأة البنا الصوفية حزبية مقيتة تُشاهد عياناً وتُقرأ في
كتبه فيعبر عن منهاج الإخوان المسلمين بعقيدة للإخوان لعله يقصد المنهاج
الدعوي أو العقيدة فعلاً والتي خصص لها رسالة العقائد وهي رسالة لا تمت
لعقيدة سلفنا الصالح من الصحابة والتابعين لهم من خير القرون بصلة بل هي
أقرب للأشعرية أو المفوضة كما يَزْعُم لمنهاجه أنه كله من الإسلام ، والنقص
منه نقص من الفكرة (مع الملاحظة عدم جواز قول حسن البنا عن الإسلام بأنه
فكرة ، فالإسلام دين وليس فكرة) الإسلامية الصحيحة وهذه دعوى باطلة لأن
فيها زعم غير صحيح وادعاء باطل بأن أي اعتقاد بنقص فيه ، نقص في الإسلام
لأنه كما تبيّن سابقاً وما سيأتي لاحقاً هناك مسائل هامة و عظمى تجاهلها
منهج حسن البنا وفي نفس الوقت أدخل غيرها وزعم إسلاميتها و هي لا تمط
للإسلام بصله كما بينا سابقا بالنسبة للفكر الصوفي و الغلو في الصالحين و
التعلق بقبرهم .

وتتضح حزبية البنا أكثر في إضفاء ولاية له بدون سند شرعي وكذلك قادة فرقته
مما حدا به أنه يُعطيهم صلاحية عقوبة أتباعهم ليردوهم في حدود منهجه وكأن
منهاجه معصوماً ورحم الله الإمام الشافعي الذي ملأ الدنيا علماً وفقهاً
حينما قال : رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب .

أما المنهج الإخواني الحزبي فقد نجم عنه خلط عجيب حتى تصور كثير من أتباع
الإخوان بأن منتقديهم إنما ينتقدون الإسلام وبالتالي توجه التهم الجزافية
لهؤلاء المنتقدين لأنه قد عاش في وجدانهم الحزبي مما سبق ذكره عن حسن البنا
في رسائله أنهم أوصياء على الإسلام بل هم الإسلام والإسلام هم .

لذا يصعب على قادة الإخوان وأتباعهم أن يستمعوا لمنتقديهم ولو سمعوا . ما استجابوا لهم وقد صدق الله إذ يقول " فتقطعوا أمرهم بينهم زبراً كل حزب بما لديهم فرحون" سورة المؤمنون ، الآية 53 .

وتتجّلى تلكم الحزبية المقيتة التي ساهمت في خلخلة وحدة الصف الإسلامي فيما
ورد فى ص223 من مذكراته ، كما في شأن الواجبات العشر ولا أدري برجل مفروض
فيه أن يضبط كلامه بضابط الشرع ، فما هو الدليل على وجوب حمل الشارة
الإخوانية ؟ أو هل يأثم المسلم الذي لا يحمل تلكم الشارة البدعية ؟.

وما هو الدليل الشرعي من كتاب أو سنة في دعوة يزعم أصاحبها أنهم ملتزمون بالكتاب والسنة على تلكم الواجبات العشر ؟؟!!
وحيث لا دليل من كتاب أو سنة فتكون البدعة .

ولما كانت البدعة تجر إلى بدعة فإليك أخي القارئ تعريفا بموضوع الشارة
الإخوانية على لسان أحد مؤرخيهم الكبار وهو محمود عبد الحليم في كتابه
الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ ص 111-112 حيث يقول "وأما شارة الإصبع
فكان مقترح هيئتها الأستاذ المرشد فرأى أن تكون دبلة ذات عشرة أضلاع ينقش
على ضلعين منها بالمينا السوداء كلمتا (الإخوان المسلمون) ومن أسباب اختيار
هذا الوضع لشارة الإصبع أن كونها ذات عشرة أضلاع تُذكِّر لابسها بآيات
كريمة من القرآن تُضفي على هذا الرقم لونا من القدسية في حياة الناس في
الدنيا والآخرة .... "
قلت : ولما كان القوم لا دراية لهم بمفهوم البدعة فلا حرج أن يُحدثوا
أشكالا وأرقاما تُضفي عليها خصوصية بلا دليل شرعي وهكذا القوم ؟؟!!




ادعاءات حسن البنا السلفية : (من رسالة دعوتنا)

يقول في صفحة 18 : "أجل دعوتنا إسلامية بكل ما تحتمل الكلمة من معان"
تعليق : وأنت في فهمك هذا مقيد بكتاب الله
وسنة رسوله ومسيرة السلف الصالحين من المسلمين ! ، فأما كتاب الله فهو
أساس الإسلام ودعامته وأما سنة رسوله فهي مبينة الكتاب وشارحته وأما سيرة
السلف الصالح فهم رضوان الله عليهم منفذوا أوامره والآخذون بتعاليمه وهم
المثل العملية والصورة الماثلة لهذه الأوامر والتعاليم .

وقلت : ليت حسن البنا التزم هذا المنهج فهو
يزعم أن دعوته ملتزمة بالكتاب و السنة بفهم السلف الصالح وإنما هذا إدعاء
فادعاؤه شئ ودعوته شئ أخر ، وكذلك تطبيقاته شئ آخر فليس من الكتاب أو السنة
أوفهم السلف الصالح دعاوى صوفية أو حلقات وحضرات إنشادية أو إحياء لموالد
أو شد الرحال لقبور وأضرحة وليس من السلفية الحزبية أو التزام بدع بأخذ
بيعة على السمع والطاعة فى المنشط والمكره بلا تردد إلا لرسول الله صلى
الله عليه وسلم أما الحاكم العام للمسلمين فله السمع والطاعة في المعروف في
المنشط والمكره وعلى أثرة علينا، وإن كان ظالما جائرا، وليس من السلفية
الأعمال السرية أو الاغتيال أو استخدام قوة السلاح لنشر الدعوة في أوساط
المسلمين وبخاصة بغير إذن الحاكم أو وليّه ، كما ليس من السلفية دعوة
الجهاد المسلح بدون إذن الحاكم إلى غير ذلك من أمور سيأتي بيانها .

لذا نقول الآن للإخوان إن كانوا صادقين في إدعائهم للسلفية هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ؟؟!!

وإن لم تجدوا برهاناً ولن تجدوا فتبرؤوا مما سبق ذكره مما يخالف دين الله
ومن كل ما تجدونه فى دعوتكم مخالفاً لدين الله فإن هذا هو الإسلام حقاً
وهذه هي السلفية حقاً إن كنتم صادقين .

وفي الصفحة 19 من نفس المرجع السابق يقول حسن البنا" : وموقفنا من الدعوات
المختلفة التي طغت في هذا العصر ففرقت القلوب وبلبلت الأفكار أن نزنها
بميزان دعوتنا ، فما وافقها فمرحبا به وما خالفها فنحن براء منه ونحن
مؤمنون بأن دعوتنا عامة لا تغادر جزءا صالحا من أية دعوة ألا ألمت به أشارت
إليه"

قـلت : إذا كان قصده الدعوة الإسلامية بمفاهيم السلف الكرام لقبل منه ، وإن
كان قصده دعوة ومنهاج الإخوان فهذا فيه نظر ، وعلى كل وباختصار كان ينبغي
عليه أن يزن دعوته ودعوات الآخرين بالكتاب والسنة وبفهم السلف الصالح . أما
الواقع الحالي فهو أن ميزان الإخوان تجاه الآخرين هو ميزان أفكارهم ليس
إلا ، لذا تجدهم يخالفون صريح الكتاب والسنة بتبريرات غير شرعية وتأويلات
فاسدة .

ومثاله :

1- شد الرحال للقبور والدعاء عندها والتهوين من التوحيد ومظاهر الشرك .
2- الأسماء والصفات ومذهب البنا فى ذلك مذهب المفوضة وهو مذهب تعطيل الصفات في ثوب آخر مما عليه الأشاعرة والمعتزلة .
3- طلبه من اتباعه طاعة لا تجوز لأحد من البشر إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
4- مسألة الموالد والأضرحة والحضرات .
5- البيعة لغير الحاكم .
6- الخروج والتهييج السياسي .
7- الصد عن طلب العلم الشرعي السلفي والتسفيه لمن ينشغل به واعتباره
متقاعساً عن نصرة الإسلام ، مع أن طلب العلم الشرعي من أفضل أنواع الجهاد .

8- مسألة حلق اللحية وعدم التزام السنن بل والتنفير منها حتى وصل الحال
بحسن البنا أن ينشر فى جريدة الإخوان المسلمين تعليمات بمنع إطلاق اللحية
إلا بإذن منه كما ذكر ذلك أمين سره د/ محمود عساف فى كتابه مع الإمام
الشهيد حسن البنا ص 46 .