الأربعاء، 21 مارس 2012

أخطأ الشيخ وجدي غنيم ..وكفرت حكومة حماس


الكاتب : أبو المنذر الشنقيطي


 

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبيه الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :

فقد قام الشيخ وجدي غنيم بالتعقيب على إصدار للإخوة في جماعة التوحيد والجهاد؛ وهو بعنوان " درب العزة ، ودروب الهوان "

والشيخ بدأ كلامه بأسلوب الاتهمام والوقيعة في أعراض المجاهدين عندما قال : ( اللي عمل هذا الشريط والله حسبنا الله ونعم الوكيل فيه !! ، مدلس ! ).

وهو يعقب على كل فقرة بعبارة : كذب !

ويدعي أن الإخوة المجاهدين إنما يتكلمون من منطلق الحقد فيقول : (طبعا لأن الإنسان لما يبقى حاقد !! يبقى عينوا والعياذ بالله حقد!! ومش شايف إلا نفسه بس) ..

وماذا سيفعل الشيخ وجدي غنيم عندما تقتل حماس أحد أولاده ..هل سيقبلها على الجبين ؟

وهو يزعم بأن المشاهد في الشريط فيها فبركة وأن كلام حماس يُحجب وأنها تقوّل ما لم تقل !

وأنا أقول للشيخ إذا كنت متحريا للحق فعليك بمشاهدة جميع الإصدارات التي أصدرتها جماعة التوحيد والجاهد فسوف تسمع كلام حماس وترى أفعالها، وأتمنى لو تتكرم بمشاهدة شريط "دماء تحت راية التوحيد" وتبين لنا ما فيه من تدليس .

طيب يا شيخ إذا كان الشريط تدليسا كما تقول: فهل قتل حماس للموحدين في المساجد تدليس وفبركة ؟

وهل تحاكمها لغير شرع الله تدليس وفبركة ؟

وهل هذه السجون المليئة بالموحدين اليوم تدليس وفبركة ؟

والشيخ يوافق الإخوة في موقفهم من فتح وأنها بالفعل كذلك ..لكني أنبه إلى أن فتح قالت كلمة الحق التي لم يستطع هو أن يقولها هنا عندما نددت بالمجازر التي ارتكبتها حماس ضد الإخوة الموحدين !

وهو في كلامه يتهجم على فتح ويثني على حماس ولا أدري لماذا يفرق بينهما ؟

مع أن كلا منهما يتبنى الديمقراطية ويعطل الشريعة ويغازل اليهود ..

ونحن هنا ننظر إلى المواقف والأعمال ولا نهتم بالشعارات والكلام؛ فليست القضية محصورة في لافتة مكتوب عليها : "حركة إسلامية" وتنتهي المشكلة، وإلا لكانت فتح غبية عندما لم تعلق هذه اللافتة !!

لقد كان المجاهدون أحسن حالاً أيام "فتح" وما إن سيطرت حماس على غزة حتى أصدرت وثيقة فيها خطة لمحاربة السلفية الجهادية وبدأت بالفعل حملة شرسة ضد تيار السلفية الجهادية وانتزعت منهم المساجد وصادرت ممتلكاتهم وأسلحتهم وقتلت من قتلت منهم و أسرت من أسرت !

وكانت هذه الحرب خاصة بالسلفية الجهادية وحدها مع أن غزة عبارة عن فسيفساء من الحركات المسلحة ..

ومع ذلك صبر الإخوة ولم يقوموا بالرد على حماس وكانت أشهر تلك المجازر وليس أولها ولا آخرها مجزرة مسجد شيخ الإسلام ابن تيمية التي قتل فيها الإخوة وهم معتصمون داخل المسجد وأجهز على الجرحى وقتلوا في سيارات الإسعاف ورأيناهم في الأشرطة يتركون الجرحى ينزفون حتى الموت !

وعندما أطلقو الرصاص على الإخوة في مجزرة حي الصبرة منعوهم من الإسعاف وكانوا يصرخون : "خليه اموت" !

طبعا سوف تقول لي أنت كاذب ..ومن نقل هذه الإخبار فهو كاذب ..والفلم مفبرك ..وحماس وحدها هي الصادقة !

لكن إذا صدقت حماس لأنها ترفع شعار الإسلام فلا تنس أن هؤلاء الذين قتلتهم حماس هم أيضا يرفعون شعار الإسلام ..

فلماذا تصدق الإسلامي الذابح ولا تصدق الإسلامي المذبوح ؟ لماذا تمجد السفاح وتلعن الضحية ؟

أم أنك تنكر أن حكومة حماس هاجمت مسجد شيخ الإسلام ابن تيمية وقتلت من فيه؟

أم تنكر أنها فجرت بيت الشيخ أبي النور وقتلته فيه ؟

أما سمعت تلك المرأة المسلمة التي قتلت حماس ولدها وهي تقف على قبره وتشكو إلى الله ضعفها وظلم حماس وتقول : (بريئين منك ياحماس ..وين العالم وين المسلمين..)!

هكذا تستغيث هذه المرأة المظلومة ولا تجد منك ياشيخ وجدي إلا تمجيد السفاح !

عن ماذا تدافع يا شيخ وجدي ..عن هدم المساجد وهدم البيوت على رؤوس العلماء وقتل الموحدين ؟

أهذا هو الصدع بالحق يا شيخ وجدي ؟

أهذه هي الحكومة الإسلامية التي تبحث عنها ؟

أقول لك بصريح العبارة يا شيخ وجدي سوف تلقى الله بدماء الموحدين الذين قتلوا في مسجد شيخ الإسلام ابن تيمية وسوف تلقى الله بدماء الشيخ أبي النور ومن معه لأنك أيدت حماس على قتلهم عندما قلت بالحرف الواحد :

( زي اللي طلعوا في المسجد ومعهم سلاح واقفين في المسجد ، ويقولوا احنا السلطة الشرعية وأحنا خارجين !! على حماس وكدا ..أمال حديث النبي صلى الله عليه وسلم "لو أمر عليكم واحد اخترتوا وطلع التاني .. اقتلوا التاني" مش دا حديث الرسول ) !!

وهذا الكلام دليل واضح على أنك تؤيد ما فعلته حماس من مجازر وقتل بل وتحاول التبرير لها !

سوف تلقي الله بدمائهم وسوف تسأل عن نصرتك للظالم وخذلانك للمظلوم !

أنت شريك لحماس في جريمتها لأن حماس قتلت وأنت رضيت بما فعلت !

عن العرس ابن عميرة الكندي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها وقال مرة أنكرها كان كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها) رواه أبوداود .

حتى الشيخ أبو النور -رحمة الله عليه- هذا النموذج الفريد من علماء المسلمين - عندما جئت على ذكره- لم تقل فيه كلمة حق ولا لمحة عزاء وهو الصادع بالحق الذي قال كلمة حق عند سلطان جائر فقتله!

وإنما أشرت إلى عدم اعترافه بشرعية حكومة حماس وتجاهلت أنه قال لها في الخطبة نفسها : (يا حكومة حماس والله إن طبقتم شريعة الله صرنا لكم خدامين ) ..أومثل هذا الرجل يُقتل يا شيخ وجدي ؟

أومثل هذا الرجل يهدم عليه بيته ؟

أتقتلون رجلا دعاكم للتحاكم إلى شرع الله ؟ أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ؟

أهذا هو الإسلام يا شيخ وجدي ؟

القوانين الوضعية التي تطبقها حماس تستنكر هذا ؟

والإسلام الذي تتاجر به حماس يستنكر هذا ؟

فهل تقبله أنت ياشيخ وجدي ؟

أنا أستغرب منك يا شيخ وجدي أن تقف مع الظالم وتعتبر هذا من الصدع بالحق !

أقول لك يا شيخ وجدي لن تكون صادعا بالحق إلا إذا استنكرت جرائم حماس وقتلها للموحدين واستنكرت إعراضها عن شريعة رب العالمين ..

أما حين تحاول التستر على جرائمها والتستر على كفرها وإعراضها عن شريعة رب العالمين فلست من الصادعين بالحق بل أنت من الناطقين بالباطل .

وإني لأتساءل يا شيخ وجدي: ما هو الموقف الشرعي الذي يجعلك تقف إلى جانب حماس ضد الشيخ أبي النور رحمة الله عليه ومن قتل معه من المجاهدين ؟

أنت في توصيفك للصراع بينهما إما أن تعتبره صراعا بين طائفتين مسلمتين وإما ان تعتبره صراعا بين سلطة شرعية وبغاة خارجين عليها ..

فإن اعتبرته صراعا بين طائفتين مسلمتين فلا يجوز لك الميل لإحداهما على حساب الأخرى وإنما يجب عليك السعي للصلح بينهما كما قال تعالى : {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات : 9 ، 10]

يقول شيخ المفسرين ابن جرير في تفسير هذه الآية :

(يقول تعالى ذكره: وإن طائفتان من أهل الإيمان اقتتلوا، فأصلحوا أيها المؤمنون بينهما بالدعاء إلى حكم كتاب الله، والرضا بما فيه لهما وعليهما، وذلك هو الإصلاح بينهما بالعدل {فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأخْرَى} يقول: فإن أبَت إحدى هاتين الطائفتين الإجابة إلى حكم كتاب الله له، وعليه وتعدّت ما جعل الله عدلا بين خلقه، وأجابت الأخرى منهما{فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي} يقول: فقاتلوا التي تعتدى، وتأبى الإجابة إلى حكم الله{حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} يقول: حتى ترجع إلى حكم الله الذي حكم في كتابه بين خلقه{فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ} يقول: فإن رجعت الباغية بعد قتالكم إياهم إلى الرضا بحكم الله في كتابه، فأصلحوا بينها وبين الطائفة الأخرى التي قاتلتها بالعدل: يعني بالإنصاف بينهما، وذلك حكم الله في كتابه الذي جعله عدلا بين خلقه. وينحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.) تفسير الطبري - (22 / 292) .

وأنت تعلم ياشيخ وجدي أي الطائفتين اليوم تدعو إلى كتاب الله وأيهما معرضة عنه وتأبى التحاكم إليه ..فلماذا تقف ضد من يطالب بتطبيق شرع الله وتنصر من يرفضه ؟

وأين أنت من قوله تعالى : {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}؟

وهل موقفك هذا يمثل موقف الصادعين بالحق ؟

وأما إن اعتبرت أن الأمر يتعلق بسلطة شرعية وبغاة خارجين عليها فكان من الواجب عليك أن تبين مخالفة حماس لشرع الله وأنها لم تتعامل مع من تعتبرهم خارجين عليها تعاملا شرعيا لأنه لا يجوز لها قتالهم إلا بعد إزالة مظالمهم وتلبية ما عندهم من مطالب مشروعة ..

قال الحجاوي في زاد المستقنع :

( باب قتال أهل البغي: إذا خرج قوم لهم شوكة ومنعة على الإمام بتأويل سائغ فهم بغاة وعليه أن يراسلهم فيسألهم ما ينقمون منه فإن ذكروا مظلمة أزالها وإن ادعوا شبهة كشفها فإن فاءوا وإلا قاتلهم).

و قد نفى ذلك سالم سلامة أحد الأعضاء المشرعين في المجلس التشريعي الفلسطيني و عضو رابطة علماء فلسطين التابعة لحركة حماس، حيث أكد في مؤتمر صحفي أنه لم يتم التواصل مع أي واحد من علماء هذه الجماعات المطالبة بإقامة الشريعة الإسلامية .

وأنت تعلم يا شيخ وجدي أن هؤلاء الموحدين الذين قتلتهم حماس ليس لهم من مطلب إلا إقامة شرع الله ..

أما أن تكون مطالب هؤلاء الخارجين مشروعة ويكون قتالهم قبل تلبيتها في الوقت نفسه مشروعا فهذا غاية التناقض .

أما استدلالك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم :(من أتاكم وأمركم جميعٌ على رجلٍ واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه) فهو استدلال باطل من عدة وجوه :

الوجه الأول:

أن ولاية الأمر لا تنعقد إلا بشرط الخضوع لكتاب الله عز وجل .. والدليل على ذلك حديث يحيى بن حصين عن جدته أم الحصين قال: سمعتها تقول : (حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا كثيرا ثم سمعته يقول: إن أمر عليكم عبد مجدع حسبتها قالت أسود يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوا) رواه مسلم .

فذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمير الذي تجب طاعته ويحرم الخروج عليه من وصفه أن يكون قائدا بكتاب الله، ومفهوم المخالفة دال على أنه إن قاد الناس بغير كتاب الله لم تجب طاعته .

وحماس لا تقود الناس بكتاب الله والإخوة إنما رفضوا شرعيتها لهذا السبب .

الوجه الثاني :

أن الحديث إنما ورد في الأمير الشرعي الذي بايعه الناس وانقادوا له واجتمعت كلمتهم بالفعل على توليته وكلمة المسلمين في غزة لم تجتمع على مشروعية حكم حماس منذ قدومها لأن بعض المسلمين اشترط في بيعته لها أن تكون منقادة لشرع الله ومطبقة له وهو ما لم يحدث والاشتراط في البيعة لا يعتبر خروجا لأن البيعة لم تنعقد بعد ..فكيف إذا كان هذا الاشتراط متعلقا بمسألة هي في الأصل من شروط البيعة والولاية الشرعية ؟

قال ابن حجر رحمه الله: (والأصل في مبايعة الإمام؛ أن يبايعه على أن يعمل بالحق ويقيم الحدود ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر) فتح الباري: 13/203.

الوجه الثالث :

أن الحديث لا ينسحب على الحاكم المعطل لشريعة الله لإجماع أهل العلم على وجوب قتال الممتنعين عن الشريعة.

إن الحاكم حين يأمر بمعصية لله تحرم طاعته فكيف طاعته واجبة وهو معرض عن شرع الله بالكلية ؟

عن علي رضي الله عنه، قال: (بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية فاستعمل رجلا من الأنصار وأمرهم أن يطيعوه، فغضب فقال: أليس أمركم النبي صلى الله عليه وسلم أن تطيعوني؟ قالوا: بلى، قال: فاجمعوا لي حطبا، فجمعوا، فقال: أوقدوا نارا، فأوقدوها، فقال: ادخلوها، فهموا وجعل بعضهم يمسك بعضا، ويقولون: فررنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من النار، فما زالوا حتى خمدت النار، فسكن غضبه، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة، الطاعة في المعروف) رواه البخاري ومسلم وأحمد والنسائي وأبو داود والبيهقي عن علي رضي الله عنه.

إن قضية تطبيق الشريعة ليست أمرا هينا يمكن تجاوزه أو الالتفاف عليه أو التغاضي .. ولا يمكن للحاكم أن يرفض تطبيق شرع الله ثم يظل ولي أمر شرعي للمسلمين .

يقول الشيخ محمد قطب :

(كلا! ليس لولي الأمر أن يتصرف في الشريعة بالإبطال أو التعديل أو الاستبدال، لأن هذا الحق ليس لأحد على الإطلاق، لا الحاكم ولا المحكوم.

ولا يوجد سبب واحد في الأرض يبرر لولي الأمر أن يفعل ذلك. لا الله أذن له، ولا السوابق التي يتصيدونها من تصرفات عمر رضي الله عنه تؤيدهم فيما يذهبون إليه.

ومحك الإيمان، الذي بينه الله في كتابه المنزل هو التحاكم إلى شرع الله أو الإعراض عنه:

(وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)

فهؤلاء يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ) ثم يزيدون على ذلك فيزعمون أنهم مطيعون لله ورسوله والله يقول عنهم (وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ) فينفي عنهم ما زعموه من دعوى الإيمان، ويبين أن السبب في نفي الإيمان عنهم أنهم إذا دعوا إلى شريعة الله أعرضوا عنها، إلا حين يكون لهم مصلحة ذاتية في تطبيقها! ويبين تعالى موقف المؤمنين الحقيقيين إذا دعوا إلى شريعة الله فإنهم على الفور يقولون سمعنا وأطعنا، بصرف النظر عما يصيب ذواتهم من تطبيقها، إنما هي الطاعة المطلقة لله ورسوله، هي صفة المؤمنين، وهي سبيل الفلاح في الدنيا والآخرة.

والذين يتصيدون الحجج والمعاذير يقولون: كيف نقيم حد السرقة والناس جياع؟ أليس علينا أن نسد جوعتهم أولا؟ فلنصلح أحوالنا الاقتصادية أولا ثم نشرع بعد ذلك في تطبيق الشريعة!

وهي مجرد مراوغة لا تنطلي على أحد.

فلنطبق الشريعة الآن في هذه اللحظة، ولا خوف من وقوع الظلم على أحد في ظل شريعة الله! ) [حول تطبيق الشريعة، ص: 23-25]

***


وإذا أردت يا شيخ وجدي أن تعرف الأسباب الحقيقية للحرب التي تشنها حماس على شباب التوحيد فاقرأ هذا الخبر :

مسؤول استخباري بريطاني كبير التقى وفدا من حماس في القاهرة | المنـــار:19-8-2009 |

أكدت مصادر عربية وأوروبية مطلعة لـ (المنــــار) أن لقاء رفيع المستوى عقد قبل حوالي عشرة أيام بين قيادات من حركة حماس ومسؤول استخباري بريطاني كبير، وأن هذا اللقاء الذي عقد في العاصمة المصرية جمع بين الدكتور محمود الزهار وقيادي كبير من كتائب عز الدين القسام مع النائب الثاني لمدير جهاز الاستخبارات البريطاني.

وأضافت المصادر لـ (المنــــار) أن هذا اللقاء سبق الأحداث التي شهدتها مدينة رفح عندما تصدت عناصر الحركة لتيار سلفي في المدينة، وأشارت المصادر الى أن المسؤول الأمني البريطاني اشتكى لوفد حماس مما اسماه بالنشاط الاسلامي المتطرف الشبيه بنشاط تنظيم القاعدة، وطالب حماس بالتحرك لاثبات حسن نواياها حتى تستمر قنوات الاتصال الاوروبية والامريكية مفتوحة مع الحركة، وتعتقد المصادر أن اللقاء المذكور كان له تأثيره على طريقة تعامل حماس مع العناصر السلفية.

الأحداث الاخيرة المؤلمة التي شهدتها مدينة رفح بقطاع غزة قبل أيام، وجهت حركة حماس من خلالها رسائل الى أربع جهات، هي الساحة الفلسطينية والساحة العربية والساحة الاسرائيلية والساحة الدولية.

الرسالة الى الساحة الفلسطينية، مفادها أن حركة حماس لن تسمح لأية حركة أو تنظيم داخل القطاع بتجاهل حقيقة سيطرتها على القطاع، وانها الحاكم بأمره في هذا الجزء من فلسطين.

أما الرسالة الثانية ، فهي موجهة الى اسرائيل ومضمونها أن حركة حماس هي الأقدر على ضبط الامن في القطاع، والأكثر التزاما بأية اتفاقيات أمنية خاصة بالتهدئة وهدوء الحدود.

والرسالة الثالثة، الى الأنظمة العربية، تؤكد فيها انها لا تهدد استقرارها، وبأنها لا تنتهج التطرف، وبالتالي، يجب نسج علاقات قوية مع الحركة، دون أن تخشى تسلمها الحكم في غزة، واذا ما امتد الى الضفة الغربية، لذلك، لا داعي لاشكال الحصار المفروضة عليها عربيا، ولا داعي ايضا ان تتركز خيوط هذه الانظمة وعلاقاتها مع السلطة الوطنية فقط.

أما رسالة حركة حماس الى اوروبا وأمريكا من وراء أحداث رفح وما رافقتها من عنف بالغ القسوة، فمفادها أن الحركة ليست متطرفة، وبأنها شريك معها في الحرب ضد ما يسمى بالارهاب، وأنه لا داعي للتشكيك في نواياها وصدق رغباتها، فهي لن تسمح بأن يتحول قطاع غزة الى (حاضنة للإرهاب)، وبأنها ليست عامل تهديد لمصالحها، واستقرار حلفائها، وكذلك، هي "اي حركة حماس" ملتزمة بكل ما طرحته خلال المحادثات والاتصالات مع الدول الاوروبية والولايات المتحدة عبر القنوات التي ما زالت مفتوحة.

دوائر سياسية تعتقد أن قنوات الإتصال الأوروبية والأمريكية مع حركة حماس ستزداد اتساعا وعددا، وربما يرافق هذا التطور في موقف الحركة اتجاه التيارات الاسلامية المتطرفة بعض الاشتراطات او المطالب الأوروبية والأمريكية.

وبعيدا عن تفسير أسباب استخدام حركة حماس لهذا الغلو في القوة اتجاه التيار السلفي الجهادي في رفح، فان حماس أرادت أن تظهر رسوخ سيطرتها على القطاع وتوجيه تحذير لحركة فتح وغيرها، وهذا الغرض ممزوج مع مضامين الرسائل الأربع طلب انتساب للمنظومة المحاربة لما يسمى بالارهاب الدولي، وتأكيد جديد آخر على صدق نواياها واثبات قدرتها على السيطرة في ساحة أزعجت التطورات والاوضاع فيها دولا عربية وأوروبية إضافة الى إسرائيل وأمريكا، وبذلك، بدأت بنجاح غلق الأبواب التي قد تشكل مصدرا لنشوب أزمات بين الحركة وأوروبا والولايات المتحدة، لترفع يافطة أن "حماس ليست خطرا يهدد استقرار الشرق الاوسط". ( )

ألا تعتبر يا شيخ وجدي أن هذا الأمر داخل في موالاة الكفار ؟

وإذا لم يكن هذا الذي فعلته حماس مولاة للكفار فما هي الموالاة إذن ؟

وقد أجرت قناة الجزيرة وفي فترة " حصاد اليوم " مقابلة مع نائب رئيس الحكومة المقالة في غزة زياد الظاظا وكان للتعليق حول التقارب والغزل الأمريكي الحمساوي ..وقال في هذه المقابلة : بأنه لا يوجد عداء عقدي ولا سياسي بين حماس وأمريكا .. إلا في مسألة وقوفها مع الصهاينة ومساعدتهم ...!!

فهل هذه هي الحركة الإسلامية التي تفخر بها يا شيخ وجدي ؟

ثم إنك يا شيخ وجدي حاولت إنكار أن تكون حكومة حماس رافضة لتطبيق الشريعة وقلت إنها تلتزم بالشورى فقط وليس بالديمقراطية (والمشكلة عندك أنك تعتبر أن الديمقراطية والشورى لا يختلفان إلا في الاسم فقط !).

ونحن هنا نسوق كلام قادة حماس الذي يعلنون من خلاله رفضهم لتطبيق الشريعة والتزامهم فقط بالديمقراطية ومن القواعد المسلمة في الشرع أنه لا يعطى أحد فوق دعواه :

1ـ قال حامد البيتاوي : النائب عن (حماس) في المجلس التشريعي الفلسطيني في حوار معه في جريدة (الغد ' الأردنية ') 20 / 2 / 2006 م

( أما مخاوف البعض من الرجعية وفرض الحجاب وتقييد الحريات ومنها حرية المرأة مخاوف غير حقيقية، فنحن لسنا حركة ناشئة ولا حركة غوغائية، بل لنا امتداد تاريخي عبر جماعة الإخوان المسلمين المعروفة بفكرها المعتدل، .... نحن لن نطبق الشريعة الإسلامية، ولكننا سنعمل قدر الإمكان على الالتزام بمبادئ الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة).وقال: ( حماس لا تفكر أبدًا في إقامة دولة إسلامية أو تطبيق الشريعة حاليا)

2- (رويترز) 23/2/2006

- قال رئيس المجلس التشريعي الجديد عزيز دويك: إن الحكومة الفلسطينية الجديدة تحت قيادة حماس لن تجبر الفلسطينيين على تبني مبادئ الشريعة الإسلامية في حياتهم اليومية ولن تعمل على إغلاق دور العرض السينمائي والمطاعم التي تقدم مشروبات روحية!.

وقال دويك " لا أحد في حركة حماس لديه نية تطبيق الشريعة بالقوة. هذا أمر غير وارد في برنامجنا ولن نقدم على فعله ".

3 ـ قال عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الحمساوي : ( إن أي تغيير في التشريعات الفلسطينية المعمول بها في البرلمان السابق الذي كانت تهيمن عليه حركة فتح سيخضع لاستفتاء شعبي تجسيدًا لمبادئ الديمقراطية التي فازت بموجبها حماس) [رام الله، رويترز).

وقال عزيز دويك أيضًا:

( سيكون قرار شعبنا هو الفيصل الذي نرجع إليه، والشعب يقضي ما يشاء أو يرفض ما يشاء، فهو وفق كل الأعراف الدولية ووفق مبادئ الديمقراطية، هو صاحب الحق في هذا المجال) اهـ. !!

- ـ وقال عزيز دويك أيضا في برنامج بالعربي على قناة العربية الفضائية ردا على سؤال جيز الخوري: إذا اعترفت إسرائيل بالدولة الفلسطينية هل تعترفون بدولة إسرائيل؟

د. عزيز الدويك : ( إذا حددت الحدود سنكون ديمقراطيين أكثر من الغرب نفسه، سنعرض الأمر على الشعب الفلسطيني، فإن وافق فنحن ديمقراطيون نقبل قراره، وإن رفض فهي أرضه وهو صاحب الحق الوحيد فيها).. اهـ.!

4 ـ قال الناطق الرسمي باسم حماس فوزي برهوم في حديث أدلى به للقدس العربية: (حركة حماس حريصة علي الدستور والقانون والديمقراطية حسب الأصول. ) اهـ [شبكة الأخبار الفلسطينية مدار].

5 ـ وقال إسماعيل هنية في برنامج قضية على بساط البحث الساعة 7:45 مساءً- يوم الأربعاء 3 ربيع آخر 1426هـ الموافق 10 مايو 2005م قال : (فنحن دائما وأبدا نبقى مع إرادة الشعب وسنقبل بما تفرزه صناديق الاقتراع مهما كانت النتيجة لأن صناديق الاقتراع والديمقراطية هي الطريق الصحيح والسليم.

6- نشرت دنيا الوطن النص الكامل للحوار الذي أجراه أحمد علي رئيس تحرير صحيفة الوطن القطرية مع خالد مشعل. وجاء في هذه المقابلة :

** يقال إنكم تسعون الى تحويل القطاع إلى إمارة اسلامية عبر محاولة فرض الشريعة الإسلامية على المؤسسات في غزة فكيف تردون على هذا الطرح ؟

خالد مشعل :

حماس حركة تحرر وطني أولويتها تحرير الوطن واستعادة الحقوق الوطنية الفلسطينية وإنجاز حق تقرير المصير .وكما احتكمنا إلى الشعب الفلسطيني في اختيار ممثليه في التشريعي و بالتالي اختيار قيادته فإن الشعب الفلسطيني هو الحكم في اختيار طريقة الحكم و منهج الحكم .... نحن لسنا مع فرض الحجاب أو التدين بالاكراه على أبناء الشعب الفلسطيني ..حماس قبل أن تكون في السلطة وبعد أن أصبحت في السلطة لم تصدر قانونا واحدا تفرض به التدين على الناس .. نحن نثق في شعبنا و نعتبر أن من حق شعبنا أن يختار ما يريد في مسألة التدين فهذا شأنه .

وكلامه علي هذا الرابط :

http://www.alwatanvoice.com/arabic/content-140611.html

وقال خالد مشعل أيضا : في برنامج لقاء خاص والذي بثته قناة الجزيرة الفضائية نافيا سعي الحركة إلى تطبيق الشريعة : (ولا كما نتهم إمارة إسلامية ومن هذا الكلام الفاضي..).

***


أخيرا: أقول للإخوة في جماعة التوحيد والجهاد استعينوا بالله واصبروا ولا يضركم من خذلكم أو خالفكم، ولا يفت في عضدكم كلام الشيخ وجدي فهو إما أن يكون مخدوعا بالشعارات التي ترفعها حركة حماس كما هو حال معظم المسلمين الذين لا يدركون حقيقة هذه الحركة وطبيعة منهج الإخوان العلماني، وإما أن يكون مدركا لحقيقتها ولكنه متعصب لها ولما هي عليه من الباطل .

وفي كلا الأمرين فهو مجانب للصواب .

وأوصيكم بالتركيز على بيان حقيقة هذه الحركة العلمانية حتى يتضح أمرها ويظهر للناس باطلها .

وأن تركزوا على بعض النقاط الأساسية في هذا الأمر ومن ذلك على سبيل المثال :

1- إبراز نقاط الاتفاق والاختلاف بين فتح وحماس

2- إبراز مكونات السلطة الحمساوية

3- دراسة تحليلية لطبيعة وسلوك جند حماس والبحث عن الأسباب التي جعلتهم يستبيحون الدماء المعصومة ويقاتلون في سبيل نظام طاغوتي في الوقت الذي ينسبون فيه أنفسهم للإسلام.

4- إبراز مدى العلاقة بين حكومة حماس وشقيقاتها من حكومات الردة .

5- إبراز مدي العلاقة بين حكومة حماس والحكومة الإسرائيلية والدول الغربية .

6- تدوين كل المجازر والفضائح التي قامت بها حماس .

7- إحصاء المخالفات الشرعية التي وقعت فيها حماس .

8- تدوين لوائح بأسماء ضحايا ظلم حماس من قتلي وأسرى وجرحى .

9- تدوين العراقيل والعقبات التي كانت حماس تضعها أمام مشاركة السلفيين في جهاد اليهود.

10- تدوين مظاهر الحرب الحزبية التي تخوضها حماس ضد السلفية الجهادية باسم الوسطية .

***


وأختم حديثي بذكر بيان للشيخ أبي محمد الطحاوي (حفظه الله) حول أحداث رفح :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين ، محمد صلى الله عليه وسلم

أما بعد:

بادئ ذي بدء نعزي إخواننا في غزة ونقول لهم تقبل الله شهداؤكم وشفى جرحاكم وفك أسراكم و والله إن قلوبنا ليعتصرها الألم والحزن على فقيدكم الأخ العلامة الشهيد نحسبه والله حسيبه موسى عبد اللطيف أبو النور المقدسي وإخوانه الذين سقطوا على أيدي المجرمين من حكومة حماس المرتدة فكان الله بعونكم وألهمكم الصبر والسلوان.

وإن ما جرى في غزة هو جريمة وخيانة لله ولرسوله، تواطأ فيها عدة أطراف من حركات تدعي الإسلام زورا وحركات علمانية وأنظمة طاغوتية فلكم الله يا أهل غزة .

إن حكام غزة اليوم لديهم تهم جاهزة معلبة توجه للمعارضين وخاصة إن كانوا من التيار الإسلامي ذو التوجه الحق ولهم فيه سلف شيطاني ألا وهم محاكم أمن الدولة.

وتنحصر هذه التهم في تهمتين:

التهمة الأولى:

إن هؤلاء المعارضين لهم ارتباطات بالأجهزة الأمنية البائدة وهذا ما قاله إيهاب الغصين الناطق باسم وزارة الداخلية وطاهر النونو الناطق باسم الحكومة المرتدة

وللرد على هذه التهمة :

أولا :

حركة حماس أقسمت بالله العظيم بالطاعة لمحمود عباس كرئيس للسلطة الفلسطينية وأن محمود عباس هو القائد للأجهزة الأمنية

فمن هو العميل؟! الذي يكفر هذه الأجهزة وقائدها أم من يعطي الولاء له من أجل كرسي منصب هش ؟!

ثانيا :

هناك علاقات واضحة بينكم وبين عمر سليمان مدير المخابرات المصرية فقياداتكم تذهب زرافا وفرادى للقاء به والجلوس بحضنه وعلى رأسهم المتنكر للشريعة الغراء خالد مشعل والزهار وهنية وحمدان لا حمدت أفعالهم ، فمن هوالعميل إذا ؟!

ثالثا :

اعترافكم الصريح والواضح بسلطة أوسلو ووصولكم إلى السلطة من خلال مؤسساتها مع علمكم بأن سلطة أوسلو تعترف رسميا بكيان يهود وأنتم تعترفون بهذه السلطة كممثل عن الشعب الفلسطيني بل وتقولون عن الهالك أبو خراب ( أبوعمار ) أنه القائد الرمز وفي أيام مضت كنتم تعترفون بعباس أنه رئيسكم وهذا ما قاله وردده مرارا وتكرارا هنية ومشعل في مكة وغيرها ، فقولوا لي بربكم من هو العميل؟

رابعا :

من كان خائنا لله وللرسول فهو لغيرهما أخون.

وأنتم خنتم الله والرسول بحكمكم للناس بقوانين وضعية وضيعة من صنع البشر ورفضتم حتى مسمى إمارة إسلامية رغم ادعائكم المتكرر أنكم تريدون أن تطبقوا الإسلام وأطلقتم شعار ( الإسلام هو الحل ) فأين الإسلام عندكم ؟!.

وما هذا إلا لأن الموضوع مرفوض عند أصدقائكم وأحبابكم في طهران وقم ودمشق والقاهرة .

فأصبحتم تغتاظون من هذا الموضوع حتى سولت لكم أنفسكم أن تكونوا رأس حربة لمحاربة المجاهدين الموحدين في قطاع غزة تنفيذا للاتفاقيات المبرمة سريا بينكم وبين الأجهزة المعادية للإسلام مقابل اعتراف هؤلاء بسلطتكم المهزوزة في غزة.

فكانت البداية بتصفية جيش الإسلام الذي أسر الجندي الإسرائيلي شاليط وباعترافكم أنتم، فكانت البداية بهذا الجيش ذو الراية النقية وها نحن اليوم نرى مجزرة جديدة بحق إخوانهم في جند أنصار الله وما كانت تهمتهم الحقة إلا أن قالوا ربنا الله ثم استقاموا ولربما تسول لكم أنفسكم بمجزرة جديدة قادمة قربانا تقدمونه لقم وطهران ليقربوكم إليهم زلفى (خبتم وخابوا)

فهذه هي خيانتكم لله ولرسوله وأما خيانتكم للأمة فهي اعترافكم في وثيقة مكة بالمبادرة العربية والتي تنص على الاعتراف بإسرائيل.

فقولوا لي بربكم من هو العميل ؟!

أما التهمة الثانية

أن هذا التيار الذي يرأسه الشيخ أبو النور المقدسي هو تيار منحرف فكريا وبعيد كل البعد عن الوسطية .

والسؤال من الذي يقرر الانحراف الفكري؟ ومن الذي يحدد الوسطية؟ قال تعالى ((فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )) وقال صلى الله عليه وسلم ((تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما : كتاب الله وسنتي )) .

فالمنحرف فكريا والبعيد عن الوسطية هو أنتم للأسباب التالية :

أولا:

حكمكم للعباد في قطاع غزة بقوانين وضعية وضيعة من صنع البشر. ويقول الله تعالى ((فَلَاوَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)).

وقال تعالى :

((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْآَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ))

فمن هو المنحرف فكريا، الذي يطالب تحكيم شرع الله؟ أم من يحكم الناس بقوانين وضعية وضيعة من صنع البشر ؟!

ثانيا:

تقومون بإلزام الناس بالتحاكم إلى هذه القوانين وتطبيقها والالتزام بها وكل شخص أو جماعة حاولت الخروج على هذه القوانين يكون مصيرها القتل أوالسجن ، فمن هو المنحرف فكريا ، الذي يجبر الناس على التحاكم والالتزام بأحكام الكفار أم من يحاول أن يدافع عن الناس ويلزمهم بأحكام الإسلام ؟!

ثالثا:

الكل يعلم لقاءاتكم السرية والعلنية مع قادة الكفر العالمي عربهم وعجمهم وكان آخرها لقاءكم مع جيمي كارتر الرئيس الأمريكي السابق القائل من يكره إسرائيل يكره الله .

فمن هو المنحرف فكريا الذي يوالي أعداء الله ويحبهم أم من يتبرأ منهم ويعاديهم ويحاربهم؟!

رابعا:

التيار السلفي الجهادي ملتزم بالكتاب والسنة قولا وعملا على فهم السلف الصالح .

أما أنتم فتلتزمون بأصحاب الأفهام السقيمة المشوهة وقد قال سيدكم أحمد ياسين في لقاء مع جريدة القبس المقدسية عندما سأله الصحفي المحاور [ إذا رضي الشعب الفلسطيني بالحزب الشيوعي فما هو ردكم ] ؟

فكان الجواب من أحمد ياسين

[نحن نقدر ونحترم رغبة الشعب الفلسطيني حتى وإن فاز الحزب الشيوعي]

فمن هو المنحرف فكريا يا "إيهاب الغصين" ويا "طاهر النونو"، الذين يلتزمون بالكتاب والسنة أم انتم الذين ترضون بالكفر أن يكون حاكما لبلاد الإسلام ؟!

وما هو حكم الرضا بالكفر ؟ أليس الكفر يا غصين أغصك الله ؟!

فهل بعد هذا بقي هناك غشاوة على الأبصار والأفهام ؟!

هل هناك من يجرؤ وأن يقول أن حركة حماس هي حركة تستمد عقيدتها من الشريعة الإسلامية ؟!

وفي الختام أقول إن حركة حماس هي حركة علمانية تتغطى زروا وبهتانا بلباس الإسلام وفي حقيقة أمرها لا تمت للإسلام بصلة لا من قريب ولا من بعيد.

وأما نصرة المجاهدين الموحدين في غزة واجب شرعي على كل مسلم موحد بالوقوف في وجه هذه الزمرة الكافرة المرتدة في الداخل والخارج حتى تكون كلمة الله هي العليا وحتى يكون الدين كله لله. [انتهى كلام الشيخ أبو محمد الطحاوي].

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين